متى تنزل الدورة بعد الولادة

بعد الولادة، يصبح لدي الأم تساؤلات عديدة حول الفترة القادمة. متى تنزل الدورة بعد الولادة؟ ما التغيرات التي ستطرأ على الدورة الشهرية عما كانت عليه قبل الحمل؟ متى يجب القلق بشأن تلك التغيرات؟ نرجو أن تساعدك المعلومات التالية في تحديد الإجابة على جميع التساؤلات المتعلقة بتلك الفترة.
متى تنزل الدورة بعد الولادة
من المُتوقع أن تعود الدورة الشهرية بعد الولادة في خلال:
- 6 – 8 أسابيع من ولادة الطفل في حالة الرضاعة الصناعية.
- 4 – 8 أسابيع من بدء استخدام الحليب الصناعي كمكمل مع الرضاعة الطبيعية.
- 7 – 8 أشهر، أو أكثر في حالة الرضاعة الطبيعية. قد لا تعود دورة الطمث لدي بعض النساء لحين التوقف عن الرضاعة الطبيعية.
كيف تؤثر الرضاعة الطبيعية على موعد قدوم الدورة؟

تعمل الهرمونات التناسلية على حدوث عملية التبويض، في نفس الوقت الذي يعمل فيه هرمون البروجسترون الأنثوي على تشكيل وزيادة سمك بطانة الرحم، استعدادًا لإنغراس البويضة المخصبة في حالة حدوث الحمل. أما في حالة عدم التصاق البويضة المخصبة ببطانة الرحم، يبدأ الجسم في التخلص من بطانة الرحم المتشكلة عن طريق نزول دم الحيض فيما يٌعرف بالدورة الشهرية.
عادةً، لا تعود الدورة الشهرية لدي الأمهات اللواتي يُرضِعن رضاعة طبيعية بسبب هرمونات الجسم. يمكن أن يثبط هرمون البرولاكتين (المسؤول عن إنتاج حليب الثدي) الهرمونات التناسلية. نتيجة لذلك، لا تحدث عملية التبويض، وبالتالي لا ينزل دم الحيض.
نزيف ما بعد الولادة (دم النفاس)
يبدأ دم النفاس في الخروج من المهبل بعد الولادة في صورة نزيف حاد ذات لون أحمر داكن يحتوي على تجلطات دموية. على مدى عدة أيام أو أسابيع، يصبح النزيف أخف، ويتحول إلى اللون الوردي أو البني وتختفي التجلطات الدموية.
من الطبيعي جدًا أن تعاني المرأة من بعض التقلصات عند مرور دم النفاس، وذلك بسبب تقلص الرحم أثناء عودته إلى حجمه المعتاد.
لا يُعد دم النفاس دورة شهرية، إنما هو نزيف ناتج عن تخلص الرحم من البطانة التي تشكلت عند حدوث الحمل لدعم الحمل والحفاظ على الجنين. حيث تُعد فترة النفاس علامة على أن الجسم لا يزال يتعافى من الولادة.
غالبًا ما يستمر نزيف ما بعد الولادة لفترة ما بين 3 – 5 أسابيع على الأقل، أو ربما فترة أطول.
ينبغي عدم استخدام السدادات القطنية أو أكواب الدورة الشهرية نهائيًا لحين إنتهاء فترة النفاس والتعافي الكامل من الولادة بناءً على رأي الطبيب. قد يؤدي استخدام هذه المنتجات قبل التعافي الكامل إلى الإضرار بالجسم، وزيادة فرص الإصابة بالعدوى. لذا، يُنصح باستخدام الفوط الصحية فقط أثناء تلك الفترة.
الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة

من الطبيعي أن يختلف تدفق الدورة الشهرية بعد الولادة عما كان عليه قبل الولادة. أثناء فترة الطمث خلال فترة ما بعد الولادة، قد تلاحظ معظم السيدات ما يلي:
- تدفق الدم بغزارة أكثر مما كان عليه قبل الحمل.
- تجلطات دموية صغيرة.
- تشنجات أكثر حدة.
- عدم إنتظام الدورة الشهرية (قد يستغرق الأمر أحيانًا ما يصل إلى عام حتى تستأنف المرأة دورتها الطبيعية مرة أخرى).
إنجاب طفل هو بمثابة صدمة كبيرة لجسم المرأة، ويستغرق الأمر وقتًا للتعافي يختلف من امرأة لأخرى. لذا، لا يوجد ما يُسمى فترة ما بعد الولادة «القياسية».
يرجع تغير الدورة الشهرية بعد الولادة لعدة أسباب، يشمل ذلك:
- زيادة حجم تجويف الرحم أثناء الحمل، والذي يستغرق وقتًا للتخلص من بطانة الرحم والعودة إلى حجمه الطبيعي.
- تغير مستويات الهرمونات أثناء الحمل.
- الرضاعة الطبيعية التي تؤثر بشكل كبير على مستوى الهرمونات.
الدورة الشهرية بعد الولادة القيصرية
لا يختلف الأمر في موعد الدورة الشهرية سواء كانت الولادة عن طريق إجراء عملية قيصرية أو طبيعية عن طريق المهبل. حيث تعتمد الدورة الشهرية عادة على ما إذا كانت الرضاعة طبيعية أم لا.
هل يمكن أن تؤثر عودة الدورة الشهرية على إمدادات حليب الثدي؟
بالطبع يمكن أن تؤثر الدورة الشهرية على إمدادات الحليب. ولكن بشكل عام، تكون تلك التأثيرات بسيطة ومؤقتة وغالبًا ما تتوقف بمجرد انتهاء فترة الحيض.
قبل أيام قليلة من بدء وأثناء الدورة الشهرية، يمكن أن تسبب التغيرات الهرمونية بسبب الدورة الشهرية التهاب الحلمات، و انخفاضًا في كميةالحليب. مما قد يجعل الرضاعة غير مريحة بل وأحيانًا مؤلمة بالنسبة للأم.
قد تلاحظ الأم رغبة الطفل في الرضاعة بشكل متكرر عن الطبيعي أثناء تلك الفترة. يرجع ذلك إلى انخفاض إمدادات الحليب وعدم شعور الرضيع بالشبع.
من المفترض أن تتلاشى تلك التأثيرات بعد مرور فترة الدورة الشهرية. ولكن في حال استمرار مشاكل الإرضاع بعد تلك الفترة، فقد تكون استشارة الطبيب أمرًا جيدًا للحصول على المشورة الطبية الصحيحة.
اقرأ أيضًا: متى تنزل الدوره بعد حبوب منع الحمل
هل يمكن حدوث حمل على الرغم من عدم نزول الدورة بعد الولادة؟
من الممكن جدًا أن يحدث الحمل بدءً من ثلاثة أسابيع بعد الولادة، حتى في حالة عدم عودة الدورة الشهرية. مع ذلك، ينبغي الانتظار من أربعة إلى ستة أسابيع على الأقل قبل ممارسة العلاقة الحميمة بعد الولادة للسماح للجسم بالتعافي الكامل.
بغض النظر عما إذا كانت الأم تُرضع رضاعة طبيعية أم لا، سيطلق الجسم أول بويضة بعد الولادة قبل نزول الحيض. لذا، في حالة عدم البدء في استخدام وسائل منع الحمل بمجرد العودة لممارسة العلاقة الحميمة مرة أخرى، فقد تكون هناك فرصة كبيرة للحمل، حتى قبل نزول الدوره الأولى بعد الولادة.
وسائل منع الحمل بعد الولادة

يمكن البدء في استخدام بعض أشكال تحديد النسل فور الولادة. عادةً، يوصي الأطباء بالانتظار عدة أسابيع أو أكثر قبل بدء استخدام حبوب منع الحمل المركبة.
يمكن استخدام حبوب منع الحمل المركبة في حالة الرضاعة الصناعية، أما في حالة الرضاعة الطبيعية فقد يكون من الأفضل تناول حبوب منع الحمل المحتوية على البروجسترون فقط التي تُعد آمنة أثناء الرضاعة الطبيعية.
في حالة القلق من نسيان الحبة اليومية، أو عدم الرغبة في استخدام موانع الحمل الهرمونية، يمكن استخدام الواقي الذكري، أو تركيب جهاز اللولب (IUD).
يُرجى التحدث إلى طبيبك الخاص لتحديد وسيلة منع الحمل الأفضل لكِ.
متى ينبغي استشارة الطبيب؟
بعد الولادة، من المفترض أن يقوم الطبيب بتقديم المشورة الطبية بشأن العلامات التحذيرية المتعلقة بمشكلات ما بعد الولادة.
ينبغي استشارة الطبيب على الفور في الحالات التالية:
- نزيف غزير وحاد للغاية (الإضطرار لاستخدام أكثر من فوطة صحية كل ساعة لعدة ساعات متتالية).
- إفرازات كريهة الرائحة ( مما قد يشير إلى التهاب المهبل البكتيري أو عدوى الرحم).
- تقلصات شديدة.
- نزيف مصحوبًا بحمى.
- ألم أثناء التبول.
- تجلطات دموية بحجم أكبر من كرة الجولف.
- تأخر عودة الدورة الشهرية لمدة تزيد عن 3 أشهر في حالة عدم الرضاعة الطبيعية.