النقرس GOUT

كل ما تحتاج معرفته عن النقرس

مرض النقرس أو داء الملوك (gout)  هو أكثر أنواع أمراض التهاب المفاصل شيوعاً، يكمن سببه الرئيسي  في تراكم الكثير من حمض اليوريك في الدم متشكلًا في شكل بلورات حادة داخل وحول المفصل. يتسم مرض النقرس بنوبات ألمه الحادة و المفاجئة  والتي غالبًا ماتحدث في الليل. غالبًا مايكون المفصل الصغير في قاعدة  إبهام القدم هو المفصل الأكثر عرضة للهجوم، ولكن قد يصيب مرض  النقرس مفاصل أخرى تتضمن الكاحلين، والركبتين، والأصابع، والمرفقين.

من الطبيعي أن يؤثر النقرس على أي شخص، ولكن غالبًا ما يحدث ذلك عند الرجال في سن أبكر، حيث تكون  النساء  أقل عرضة للإصابة بمرض النقرس بثلاث مرات من الرجال، يعود ذلك إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك في جسم الرجال معظم حياتهم في حين وصول النساء إلى تلك المستويات بعد انقطاع الطمث. 

أسباب النقرس

أثناء تحليل المواد الكيميائية الموجودة بصورة طبيعية في الجسم و في بعض الأطعمة والمشروبات، والتي تُسمى البيورين، يصنع جسم الانسان حمض البوليك (Uric acid) الذي يمر عبر الكلى ويتخلص منه الجسم عند التبول.

أسباب النقرس

في بعض الأحيان، قد ينتج الجسم كمية كبيرة من حمض اليوريك أو لا تستطيع الكلى القيام بدورها في التعامل مع حمض اليوريك. عندئذ يتكون لدي الجسم مستويات عالية من حمض اليوريك، مما يؤدي إلى تراكمه في المفاصل على هيئة بلورات حادة أشبه بالإبرة مسببُا التهاب المفاصل. 

ماهو البيورين(purine)؟

البيورينات هي إحدى  أكثر المركبات الكيميائية شيوعًا. يتواجد منها نوعان : نوع داخلي ونوع خارجي المنشأ. يمتص الجسم البيورين الخارجي من خلال بعض الأطعمة التي يتم تناولها، في حين يتواجد البيورين الداخلي بصورة طبيعية بالجسم.

يتعامل أي جسم عادةً مع معظم البيورين دون صعوبة، ومع ذلك، قد لا يسير الأمر على مايرام دائمًا. إذا لم يكن الجهاز الهضمي قادرًا على معالجة البيورينات بشكل كامل، أو تم تناول الكثير من البيورين بانتظام، فقد يعاني الشخص من  عدد من المخاطر الصحية نتيجة لذلك.

عوامل خطر الإصابة بمرض النقرس

  • عوامل طبية

من المرجح زيادة احتمالية الإصابة بالنقرس لدي الأشخاص الذين يعانون من:

  1. ارتفاع ضغط الدم
  2. فرط الوزن
  3. قصور القلب الاحتقاني
  4. مرض السكري
  5. أمراض الكلى
  6. تاريخ عائلي من النقرس

اقرأ أيضًا: ارتفاع ضغط الدم للحامل

  • عوامل غير طبية
  1. تناول كميات مفرطة من اللحوم الحمراء والبروتينات الحيوانية (وذلك لاحتوائها على نسبة مرتفعة من البيورين).
  2. استهلاك كميات كبيرة من المشروبات الكحولية. 
  3. تناول الأدوية التي تتسبب في  رفع مستويات حمض البوليك في الدم مثل بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم والأدوية المدرة للبول. 

اقرأ أيضًا: أدوية علاج ضغط الدم مع 7 عادات صحية تساعدك في علاج الضغط العالي

أعراض النقرس

اعراض النقرس

 النقرس هو صورة مرضية معقدة تسبب نوبات مفاجئة من الألم الحاد وتشمل الآتي:

  • ألم شديد في المفاصل: في بعض الأحيان، قد يكون الألم شديدًا لدرجة أن يشعر المرء بتلامس  إصبع القدم لمفرش السرير مؤلم للغاية.
  • الاحمرار والتورم: تتميز نوبات النقرس الحادة بظهور سريع للألم في المفصل المصاب يليه التهاب وتورم واحمرار ملحوظ. 
  • تيبس ونطاق حركة محدود للمفصل المصاب.
  • الحمى والقشعريرة: (في حالات نادرة).

مراحل النقرس

على الرغم من أن مرض النقرس غالبًا ما يبدأ في مفصل إصبع القدم الكبير، إلا أنه يمكن أن يؤثر أيضاً على المفاصل الأخرى التي تشمل الركبتين، والمعصمين، والكاحلين – ويمكن أن تتشابه أعراضه مع أعراض  الحالات  الالتهابية الأخرى لالتهاب المفاصل مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الصدفي. 

يمر مرض النقرس بأربع مراحل والتي تبدأ من عدم وجود أي أعراض على الإطلاق إلى المرحلة النهائية، التي قد تؤدي إلى تلف أنسجة ومفاصل الجسم  إذا لم يتم التحكم في النقرس جيدًا.

المرحلة الأولى: وهي مرحلة عدم ظهور الأعراض، وفيهايكون مستوى حمض اليوريك في الدم مرتفع فيما يعرف بالبيلة الدموية. بالنسبة للبعض، لا يسبب فرط البيلة الدموية أعراض النقرس أبدًا. بالنسبة لآخرين، قد تكون تلك المرحلة الأولى من النقرس.

المرحلة الثانية: وهي المرحلة التي تبدأ فيها نوبات النقرس وتبدأ المفاصل في أن تصبح مؤلمة وملتهبة. تبدأ تلك المرحلة عندما تصبح مستويات حمض اليوريك في الدم مرتفعة جدًا، ويبدأ حمض اليوريك في التسرب والتشكل في هيئة بلورات في المساحات المحيطة بالمفاصل، مما يتسبب في ألم شديد وتورم . غالبًا ما يحدث الألم فجأة وبشكل غير متوقع، ويمكن أن يستمر من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع. من المحتمل أن يكون الهجوم الأول هو المرة الأولى التي يدرك فيها الشخص أو يشك في إصابته بمرض النقرس.

المرحلة الثالثة (النقرس البيني أو النقرس الفاصل): بعد ظهور أول نوبة من نوبات النقرس، من المحتمل أن تمر فترة بدون أعراض مطلقًا حتى تحدث نوبة أخرى، والتي قد تستغرق أسابيع أو شهورًا أو حتى سنوات. تُعرف المرحلة التي تأتي خلالها الهجمات على فترات  سواء كانت قصيرة أو طويلة باسم (النقرس البيني). حتى في حالة عدم حدوث النوبات، يمكن أن يستمر حمض اليوريك في التشكل بالدم  والمفاصل في هذه المرحلة. لذا، قد يستمر الطبيب في وصف الأدوية التي تخفض حمض اليوريك لتقليل فرصة حدوث النوبات المستقبلية.

المرحلة الرابعة (النقرس المزمن): إذا لم يتم التحكم في مستويات حمض اليوريك بطريقة فعالة خلال المرحلة الفاصلة، قد يتفاقم النقرس إلى المرحلة النهائية والأكثر الخطورة. في هذه المرحلة تترسب بلورات حمض اليوريك تحت الجلد في شكل عقيدات تُسمى (tophi)، والتي يمكن أن تسبب تغيرات جسدية وتقييد للحركة عند تشكلها في مفاصل الأصابع. كما يمكن أن يؤدي ترسبها في الغضروف والعظام في النهاية إلى تشوه وتلف المفاصل. 

 نظرًا للعلاجات الفعالة، فإن معظم الأشخاص المصابين بالنقرس لا يصلون أبدًا للمرحلة الرابعة. بالنسبة لأولئك الذين تتفاقم حالتهم، فإن الاستخدام المستمر لأدوية خفض حمض اليوريك الموصوفة من قبل الطبيب ضروري جدًا ويمكن أن يقلل من مخاطر المضاعفات.

بالنسبة لمعظم الأشخاص، يمكن  تخفيف الهجمات أو حتى القضاء عليها، ومنع المضاعفات اللاحقة عن طريق إدارة النقرس بطريقة فعالة. يعد التعرف على أعراض النقرس في مرحلة مبكرة والحصول على التشخيص المناسب أمرًا ضروريًا للعلاج الفعال. 

اقرأ أيضًا: التهاب الدماغ

مضاعفات النقرس

مضاعفات النقرس
  • حصوات الكلى: تُعد حصوات الكلى أكثر مضاعفات النقرس شيوعًا، إذ يعاني شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص مصابون بالنقرس من حصوات الكلى.
  • ترسب بلورات حمض اليوريك تحت الجلد (tophi): وهي عبارة عن نتوءات صلبة تحت الجلد، يمكن أن تكون مؤلمة بسبب حجمها، والتي لا تُعد مجرد مشكلة جمالية، بل يمكن  أن تؤدي إلى تآكل المفاصل والجلد والأنسجة المحيطة، مما يتسبب في تلف المفاصل وتدميرها في النهاية.
  • أمراض الكلى والفشل الكلوي.

تشخيص النقرس

يأخذ الأطباء في الاعتبار عدة أشياء عند تشخيص مرض النقرس، ويتم التشخيص بعدة طرق كما يلي:

  1. الفحص البدني للبحث عن الالتهاب والاحمرار والتورم.
  2. تحليل الدم لقياس مستوى حمض اليوريك في الدم.
  3. فحص نسبة حمض اليوريك في البول. 
  4. التقاط صورة للمفصل المصاب بالأشعة السينية.
  5. التصوير بالرنين المغناطيسي.
  6. التصوير بالموجات فوق الصوتية.
  7. فحص السائل الزليلي عن طريق أخذ عينة من المفصل المصاب للتأكد من وجود بلورات حمض اليوريك.

اقرأ أيضًا: 12 علامة تدل على ايام التبويض

النقرس الكاذب

يعتبر كل من التهاب المفاصل والنقرس الكاذب نوعين من التهابات المفاصل، وكلاهما ناتج عن تراكم البلورات في المفاصل.

لكن بينما يحدث مرض النقرس بسبب بلورات اليورات، يحدث النقرس الكاذب بسبب ترسب بلورات بيروفوسفات الكالسيوم.

ما هي أعراض النقرس الكاذب ؟

عادة ما يؤثر هذا المرض على الركبة أو الرسغ. في كثير من الأحيان، يمكن أن يشمل الكتفين أو المرفقين أو المفاصل أو أصابع القدم أو الكاحلين. 

قد تشمل الأعراض العامة ما يلي:

  • نوبات من آلام المفاصل
  • تورم المفصل المصاب
  • تراكم السوائل حول المفصل
  • التهاب مزمن

اقرأ أيضًا: 8 اعراض مصاحبة للقولون العصبي

علاج النقرس

علاج النقرس

علاج النقرس بالأدوية

تنقسم أدوية علاج مرض  النقرس إلى نوعين،فهي تعمل على تخفيف الألم وخفض الالتهاب، أو تمنع النوبات المستقبلية الحادة عن طريق خفض مستويات حمض اليوريك في الدم.

تشمل أدوية خفض الالتهاب وتقليل الألم مايلي:

  • مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية (NSAIDs)، مثل الإيبوبروفين (أدفيل، موترين) والنابروكسين.
  • الكولشيسين: قد يوصي الطبيب بتناول الكولشيسين أثناء نوبات النقرس الحادة، لكن لا يُنصح به في حالة المرضى المصابين بأمراض الكلى.
  • الكورتيكوستيرويدات (المعروفة أيضًا باسم الكورتيزون): مثل بريدنيزون.

أدوية الوقاية من النوبات المستقبلية

  • Febuxostat (اجاوت) : يساعد على تقليل انتاج حمض اليوريك وبالتالي منع هجمات النقرس.
  • الوبيورينول: (Aloprim, No-Uric, Zyloprim) يعمل ايضًا على خفض انتاج حمض اليوريك.
  • Lesinurad:  يعمل على طرد حمض اليوريك من الجسم عند التبول.
  • Pegloticase: يساعد في منع النوبات المستقبلية عن طريق تكسير حمض اليوريك.
  • بروبنسيد (Probencid).

يجب مراجعة الطبيب دائمًا قبل تناول أي نوع من الأدوية للحصول على افضل خطة علاجية.

اقرأ أيضًا: أفضل 4 مكملات غذائية لصحة الدماغ

انفوجرافيك النقرس

انفوجرافيك يوضح معلومات عن النقرس في 7 نقاط ضمن “مبادراة الوعي الصحي من موقع طب كود – معرفة تُحدث فرقاً”

انفوجرافيك النقرس

علاج النقرس بالأعشاب 

أظهرت بعض الدراسات أن العديد من الأعشاب قد يكون لها خصائص علاجية مساعدة من شأنها أن تساعد في منع نوبات النقرس وتخفيف الآلام الشديدة.

 أشهر العلاجات العشبية الشائعة  المستخدمة في علاج مرض النقرس

  • الكرز
  • الزنجبيل
  • الكركم
  • الكرفس 
  • الكركديه
  • الهندباء
  • شاي نبات القراص اللاذع

اقرأ أيضًا: فوائد علاج النقرس بالاعشاب

النقرس والاكل

الاطعمة المستحبة لمرضى النقرس

أحد أهم الأشياء التي قد تساعد في التحكم بالنقرس وتخفيف الشعور بالألم هو تقليل كمية البيورين في الطعام. ولكن ينبغي أن يضع المرء في حسبانه أنه في حين أن ما يأكله يمكن أن يؤثر على كمية حمض اليوريك التي ينتجها الجسم، فإن تلك التأثيرات لا تزال صغيرة مقارنة بالأدوية. 

لا توجد أي خطة محددة للنظام الغذائي تمنع حدوث النوبات تماماً، ولكن اتباع نظام غذائي جيد للنقرس سوف يساعد في:

  • الوصول إلى وزن صحي.
  • الالتزام بعادات الأكل الصحية.
  • الحد من الأطعمة الغنية بالبيورين.
  •  المساعدة في التحكم في مستويات حمض اليوريك.

اقرأ أيضًا: طريقة حساب مؤشر كتلة الجسم

أطعمة ينبغي على مرضى النقرس تجنبها

الاطعمة الممنوعة لمرضى النقرس

قد يساعد تقليل الأطعمة والمشروبات الغنية بالبيورين في تقليل فرص التعرض للنوبات مثل:

  • اللحوم الحمراء.
  • لحوم الأعضاء مثل الكبد والكلى.
  • المأكولات البحرية (المحار، والأنشوجة، والسردين، والجمبري).
  • جميع المشروبات الكحولية.
  • المشروبات الغازية والمنتجات عالية الفركتوز والوجبات السريعة.

اقرأ أيضًا: 13 طريقة بسيطة للتوقف عن تناول الكثير من السكر

الأطعمة والمشروبات المستحبة لمرضى النقرس

  • الماء (بكمية وفيرة)
  • الخضروات والفواكه الطازجة
  • منتجات الألبان قليلة الدسم مثل الحليب خالي الدسم والزبادي
  • المكسرات والحبوب
  • البيض (ولكن باعتدال)
  • الأطعمة والمشروبات الغنية بفيتامين ج (فيتامين C)، ولكن يجب الحرص على تناولها باعتدال، إذ يمكن أن يؤدي استهلاك كميات كبيرة إلى ارتفاع تركيز حمض اليوريك في الدم.

اقرأ أيضًا: أفضل 7 أطعمة للوقاية من سرطان القولون والمستقيم

نمط الحياة الصحيح والروتين المتبع لمرضى النقرس

نظام الحياة المتبع للوقاية من نوبات النقرس

 دائماً ما يرغب الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالنقرس المزمن في اتخاذ خطوات لمنع حدوث نوبات النقرس.

قد يساعد تطبيق الطرق والاستراتيجيات التالية في منع تراكم حمض اليوريك وبالتالي الحد من هجمات النقرس:

  • شرب كمية وفيرة من الماء تتراوح من 8- 16 كوباً في اليوم
  • الابتعاد تمامًا عن تناول الكحول: إذ يمكن لكوب واحد فقط أن يرفع من نسبة البيورين في الدم، وبالتالي يزيد من خطر الاصابة بنوبات النقرس.
  • تقليل كمية الأطعمة الغنية بالبيورين كاللحوم الحمراء والمأكولات البحرية قدر الإمكان.
  • تناول مكملات الأحماض الدهنية أوميغا 3، ومكملات فيتامين ج (Vitamin C).
  • الحفاظ على وزن صحي ومحاولة التخلص من أي وزن زائد.
  • تناول الخضروات والفواكه الصحية والحد من الوجبات السريعة.
  • ممارسة التمارين الرياضية لتحسين الدورة الدموية ومساعدة الجسم للتخلص من حمض البوليك الزائد.

دور التمارين الرياضية في علاج النقرس

للتمارين الرياضية دورًا مهمًا في إدارة النقرس والوقاية من نوباته. يمكن للتمارين المعتدلة، مثل المشي وركوب الدراجة والسباحة، أن تساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم. حيث تساهم ممارسة الرياضة بانتظام في الحفاظ على وزن صحي، مما يقلل من الضغط على المفاصل ويقلل من خطر النوبات. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يُنصح البالغين بممارسة النشاط البدني المعتدل لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة.

اقرأ أيضًا: علاج النقرس نهائيًا

من المؤكد أن النقرس حالة مرهقة، قد تكون مؤلمة في كثير من الأحيان. ولكن باتباع نهج الحياة السليم والسير على خطة العلاج الصحيحة، يمكن دائمًا التغلب عليه والحد من نوباته للتمتع بحياة أفضل.

الأسئلة المتعلقة بالنقرس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *